سورة النحل - تفسير تفسير ابن جزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النحل)


        


{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58)}
{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بالأنثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ} إخبار عن حال العرب في كراهتهم البنات، وظل هنا يحتمل أن تكون على بابها، أو بمعنى صار، والسواد عبارة عن العبوس والغم، وقد يكون معه سواد حقيقة، وكظيم قد ذكر في [يوسف: 84] {يتوارى مِنَ القوم} أي يستخفي من أجل سوء ما بشر به {أَيُمْسِكُهُ على هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التراب} المعنى يدبر وينظر هل يمسك الأنثى التي بشر بها على هوان وذل لها، أو يدفنها في التراب حية، وهي المؤودة، وهذا معنى يدسه في التراب {مَثَلُ السوء} أي صفة السوء من الحاجة إلى الأولاد وغير ذلك من الافتقار والنقص {وَلِلَّهِ المثل الأعلى} أي الوصف الأعلى من الغنى عن كل شيء، والنزاهة عن صفات المخلوقين.


{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61)}
{وَلَوْ يُؤَاخِذُ} يعني لو يعاقبهم في الدنيا {بِظُلْمِهِمْ} أي بكفرهم ومعاصيهم {مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا} الضمير للأرض {مِن دَآبَّةٍ} يعم بني آدم وغيرهم وهذا يقتضي أن تهلك الحيوانات بذنوب بني آدم، وقد ورد ذلك في الأثر، وقيل: يعني بني آدم خاصة.


{وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (62)}
{وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ} يعني البنات {أَنَّ لَهُمُ الحسنى} أي بدل من الكذب، والحسنى هنا قيل: هي الجنة، وقيل: ذكور الأولاد {وَأَنَّهُمْ مُّفْرَطُونَ} بكسر الراء والتخفيف من الإفراط: أي متجاوزون الحدّ في المعاصي، أو بفتح الراء والتخفيف من الفرط أي معجلون إلى النار، وبكسر الراء والتشديد من التفريط.

5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12